أبوظبي (الاتحاد)

تحتفل المدرسة الألمانية الدولية بأبوظبي بتخريج أول مواطن إماراتي يحصل على شهادة «الأبيتور» الثانوية، حيث اجتاز جميع اختباراتها بتفوق، مؤكدة أن المجتمع الإماراتي يعيش حالة فريدة من التنوع الثقافي الذي يثري العملية التعليمية، الأمر الذي يؤدي إلى خلق أجيال واعية من المواطنين والمقيمين الذين يدرسون فيها.
وقال أندرياس روتفريتس، مدير المدرسة الألمانية بأبوظبي: «هذا العام مميز بالنسبة لنا، حيث تخريج أول مواطن إماراتي واجتيازه لاختبارات (الأبيتور)، وهي الشهادة الأعلى في مرحلة الثانوية على مستوى العالم، حيث إنها تشمل مناهج عدة، تعتمد على التفكير النقدي والتحليل والابتكار، وهذه الشهادة تمكنه من الدراسة في الجامعات الألمانية وكبريات الجامعات العالمية الأخرى، وهذا فخر عظيم لنا».
وأضاف: «سنحتفل بتخريج دفعة جديدة، من بينها الطالب الإماراتي أحمد الحوسني الذي التحق بالمدرسة منذ عام 2006 في مرحلة الروضة، وبعدها اتقن اللغة الألمانية، وأصبح يتحدثها بطلاقة من دون الحاجة للعيش في ألمانيا، ونحن في الإدارة كنا نلاحظ الأداء الدراسي له وهو بالفعل طالب مجتهد».
وقالت إنيز جونتزل، رئيسة المرحلة الثانوية بالمدرسة الألمانية: «إن الطالب هو الأول من أبناء الإمارات الذي يحصل على شهادة (الأبيتور)، وهي الاختبارات الأصعب، حيث إنها وفق المعايير الألمانية من الشهادات التي يصعب على من تكون اللغة الألمانية لغته الثانية وليست اللغة الأم اجتيازها، حيث تتطلب المزيد من الجهد».
وأضافت: «أننا في المدرسة كنا نقدم النصح إلى الطالب (أحمد) ووالديه بضرورة قضاء بعض الوقت في إعداد المشروعات الدراسية، حيث إن الواجب المجتمعي أمر لا غنى عنه في بناء شخصية الطالب، وهو بالفعل ما كان دائماً يتفوق في مختلف المجالات الدراسية والمجتمعية». وتحدث الطالب أحمد الحوسني عن مسيرته التعليمية في المدرسة الألمانية: «إنني بعد ما أكملت الصف الأول كانت صعوبة تعلم اللغة هي أول ما تغلبت عليها، وأهم ما لاحظته هنا في المدرسة الألمانية هو القبول للثقافات الأخرى، خاصة العربية، حيث إنهم لديهم خلفية جيدة بالمجتمعات العربية والتنوع الثقافي لديهم من مكونات المجتمع الألماني».
وأضاف: «إن الدقة هنا في نظام احتساب الدرجات والعلامات الدراسية أهم ما يميز نظام التعليم الألماني، علاوة على أن النظام يحتسب درجات الثانوية العامة للصفين الحادي عشر والثاني عشر بحساب متوسط الدرجات للعامين الدراسيين، وبالتالي كان عليَّ أن أبذل مزيداً من الجهد لتخطي هذا التحدي».
وأشار الحوسني إلى أن الدراسة بدأت باللغة الألمانية من الصف الأول، وبالنسبة للمواد العلمية بدأت دراستها من الصف الخامس باللغة الألمانية وحتى الصف التاسع، ومن الصف العاشر يتم دمج اللغة الإنجليزية، وبالتالي حصلت على اللغتين الألمانية والإنجليزية، إضافة إلى اللغة العربية (الأم)، ولفت إلى أنه يطمح إلى دراسة الهندسة الميكانيكية، وبعد التخرج أكمل الدراسة في أكاديمية الإمارات الدبلوماسية لخدمة الوطن في هذا المجال المهم الذي لا يتعارض مع الدراسة الأكاديمية.
إلى ذلك أكدت إدارة المدرسة الألمانية الدولية بأبوظبي أن التنوع الثقافي الذي يشهده مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة يثري العملية التعليمية، ويزيد من فرص الطلاب للتعرف إلى مختلف الثقافات، ما يساهم في توسيع مداركهم، ومنحهم العديد من المهارات التي تؤدي إلى تفوقهم في مراحل الدراسات الجامعية ومرحلة ما بعد الثانوية.
وقال أندرياس روتفريتس، مدير المدرسة الألمانية بأبوظبي لـ«الاتحاد»: «إننا لدينا اهتمام مشترك بين ألمانيا والإمارات بالتعاون في مجال التعليم، ولدينا خبرات كبيرة هنا منذ عام 1976، الأمر الذي أدى إلى أن وجود ثلاث مدارس ألمانية في دولة الإمارات في كل من أبوظبي ودبي والشارقة».
وأضاف: «تضم المدرسة الألمانية في أبوظبي 400 طالب وطالبة من مختلف الجنسيات الألمانية والإماراتية وطلاب من الدول التي يتحدث بعض مواطنيها اللغة الألمانية، مثل النمسا وسويسرا والبرتغال وبلجيكا وفنلندا وإيطاليا وجنوب أفريقيا وتايلاند ومصر، وأغلب هؤلاء الطلاب لهم صلات بالثقافة الألمانية، مثل دراسة أحد الطلاب في المدارس الألمانية المنتشرة حول العالم، وذلك يرجع إلى أن ألمانيا بلد منفتح، ويضم مختلف الجنسيات، وهو الأمر ذاته الذي نحرص أن يكون موجوداً في مجتمع مدرستنا بالإمارات، كما أننا نستقبل الطلاب الإماراتيين من مرحلة الروضة، ونقدم برامج إضافية خاصة بهم لتعليم اللغة الألمانية، الأمر الذي أثبت نجاحه».
وأشار إلى أن المدرسة الألمانية تهتم بالتبادل الثقافي والتفاعل بين الطلاب والتعرف بين الثقافة الألمانية والثقافات الأخرى والتعلم من الثقافة الإماراتية، علاوة على تنظيم الفعاليات، مثل اليوم الوطني الإماراتي، وهذا أمر مفيد للغاية في مرحلة الطفولة الذي يفتح الباب، وأفضل الطرق لخلق علاقات بين مختلف الثقافات».
ولفت روتفريتس إلى أن البرامج الخاصة للطلاب الإماراتيين والطلاب غير الناطقين بالألمانية، بحيث يتم تقديمها بشكل إضافي على الحصص الدراسية العادية، الأمر الذي يضيف مهارات اللغة لدى الطلاب، موضحاً أن هناك تعاوناً مباشراً مع ديوان ولي عهد أبوظبي، ما يعكس حجم الاهتمام بالتعليم بين البلدين.
وقال جيريت براونر، نائب مدير المدرسة الألمانية: «إن الساعات الإضافية الخاصة باللغة الألمانية تساعد الطلاب في الحصول على مهارات اللغة من البدايات حتى يمكنهم إكمال شهادة «الأبيتور»، الأمر الذي يضيف صعوبة على الطلاب، إلا أن العديد منهم يجتازون مرحلة إتقان اللغة».
وقالت إنيز جونتزل، رئيسة المرحلة الثانوية بالمدرسة الألمانية: «إننا نحرص على تنظيم فعاليات مثل اليوم العالمي الذي يساهم في تعرف الطلاب على ثقافاتهم بعضهم بعضاً، والمسابقات والبرامج المتنوعة، مثل سفراء المستقبل وإفطار رمضان».